للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا بد أن تتذكر بأن المسلم الحريص على التمسك بدينه لا ينبغي أن يكون تفكيره موضعياً وزمنياً خاصاً، وإنما يجب أن ينظر إلى المستقبل البعيد جداً أو القريب، أريد من هذه الكلمة أن كل مسلم عنده شيء من الثقافة الإسلامية ومن الحرص على تحقيق المجتمع الإسلامي يجب أن يعيش في أرض يغلب على الظن أقل ما نقول بأن إقامة المجتمع الإسلامي والحكم الإسلامي والدولة الإسلامية في تلك الأرض أقرب تحقيقاً من بلاد أخرى هي بلاد الكفر والضلال والفسق والفجور.

وفي ظني أنه لا يختلف اثنان بأن من الصعب في هذه الآونة أن يتمكن طائفة من المسلمين الحريصين على ما ذكرنا آنفاً من تحقيق المجتمع الإسلامي والحكم الإسلامي ونحو ذلك في أرض إسلامية .. هو صعب بلا شك، فيحتاج الأمر إلى ما أنا أدندن دائماً حوله بما نسميه بالتصفية والتربية، فلا بد من تحقيق هاتين الركيزتين لتحقيق النصر الموعود به المسلمون، ولا شك أنه كما قلت الآن صعب، لكن علينا أن نمشي في هذا الدرب لكن أصعب من هذا الصعب أن نفكر بإقامة الدولة المسلمة في بلاد هي أصلها بلاد الكفر والضلال.

وثمرة هذا الكلام كله أن يحقق هو ومن يستطيع من الحريصين قول رب العالمين: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: ١١٩]، أما الدعوة للإسلام في تلك البلاد فالأقربون أولى بالمعروف.

ثم هناك شيء آخر يتعلق بأنفسهم، هم هناك كلما ازدادوا إقامة كلما ازدادوا بعداً عن فهم الإسلام فهماً صحيحاً وعطفاً على كلمة كنا سمعناها في الأمس القريب منه لما ذكر شروط الإسلام ذكر منها تعلم الإسلام، وحدث بعض النقاش في هذا الموضوع، أن هذا واجب، ولكن ليس من لم يتعلم الإسلام

<<  <  ج: ص:  >  >>