المسلمين، وجرمهم والتاريخ يعيد نفسه، فخرجنا من لندن مدعوين لزيارة قرية فيها بعض الدعاة الإسلاميين الباكستانيين من جماعة المودودي رحمه الله، وكان ذلك في يوم من أيام رمضان، فأكرمنا الرجل وسمته سمت مُفْرِح وملتحي، لكن من زاوية أخرى محزن لماذا؟ لأنه شد الطوق على عنقه أي: الذي يسموه، فجلسنا على المائدة على الإفطار نتحدث، وأنا كواجبي انطلاقاً من قوله نبينا:«إنما الدين النصيحة إنما الدين النصيحة».
رأيت هذا الرجل عنده ثقافة إسلامية جيدة، عنده تدين أيضاً؛ لأنه ملتحي في بلاد الكفر والضلال، لكن ما بال هذه العقدة؟ فتكلمت عن مبدأ التشبه بالكفار، ونهي الرسول عليه الصلاة والسلام في غير ما حديث عن التشبه بالكفار، وأشهر هذه الأحاديث ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم».
طرقت هذا الباب بتوسع لا يسعني الوقت الآن عليه أو على مثله، لكن الرجل كان عند حسن ظني به، فقد فهم الموضوع فهماً جيداً، وتجاوب معنا عملاً فرضياً حيث مد يده وهو على الطعام وفك العقدة ورماها أرضاً قلنا: الحمد لله، لكن ما كادت فرحتي تتم إلا وقد تبعها ترحة يعني: ضد الفرحة كيف ذلك؟ وهنا الشاهد: قال: الحقيقة إنه أنا ما وضعتها تشبهاً انظروا الآن هنا في يعني: في نكتة فظيعة جداً قال: ما وضعتها تشبهاً، ولكن القوم هنا يعني: البريطانيين لهم نظرة خاصة في الفلسطنيين الذين هناك, الفلسطينيون عادتهم هو يقول: أنهم يفتحوا القميص من هنا زر، ولا يحطوا ايش؟ العلاقة هذه فكأنه صار شعار للفلسطينيين