الملقي: ثم زال هذا السبب يعني زالت أسباب الضيق، هل يرجع إلى بلده أو أنه إذا نوى الهجرة لا يعود أبداً.
الشيخ: هو الرسول -عليه السلام- أجاب عن مثل هذا السؤال إذا كان هذا هو المقصود بقوله:«لا هجرة بعد الفتح»، كانت الهجرة من مكة فضلاً عن غيرها من بلاد الإسلام واجبة إلى مقر الرسالة والنبوة وإقامة الدولة المسلمة وهي المدينة، فلما فتح الله -عز وجل- على نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - مكة وأعز جنده ونصره وأذل الكفر وأهله، حينئذٍ قال -عليه الصلاة والسلام-: «لا هجرة بعد الفتح، وإذا استنفرتم فانفروا»، فيجوز أن يعود إلى أي بلد كان ما دام أن هذا البلد بلد إسلامي، ولو أنه كان في بلد خير من البلد الذي كان فيه من قبل، لكن الجواز بابه مفتوح فلك أن تتنقل من بلد إسلامي إلى بلد آخر إسلامي، لكن ليس لك أن تسافر إلى بلاد الكفر والضلال كأوربا وأمريكا كما هو مع الأسف الشديد عادة كثير من الشباب حينما يصابون بشيء من الضيق الذي أشير إليه في السؤال، فيقولون: هاجرنا إلى أمريكا، حتى مع الأسف الشديد صارت بعض البلاد الأمريكا أو أمريكا كلها تسمى مهجراً، هذا قلب للحقائق الشرعية، الحقيقة الشرعية تقول: إن الأمريكي أو الأوربي سواء كان فرنسيا أو بلجيكياً أو ألمانيا أو فرنسياً إذا أسلم يجب أن يهاجر من بلد الكفر إلى بلاد الإسلام، فالآن بسبب ضعف المسلمين إيماناً وضعف المسلمين علماً بدينهم قلبوا هذه الحقائق الشرعية فيهاجرون من بلاد الإسلام لسبب أو آخر من ضيق سياسي أو ضيق اقتصادي أو ما شابه ذلك، يسافرون إلى بلاد الكفر والضلال ويسمون ذلك بغير اسمه فيقولون: هاجرنا، هذا لا يجوز، أما الهجرة من بلد مسلم إلى بلد مسلم فذا هو أمر جائز لا سيما إذا زال السبب المشار إليه، فلا شيء في ذلك.