هذا كما يقول العلماء تعليق بالمحال، يقول عليه الصلاة والسلام جواباً عن ذاك السؤال: قد كان نبي من الأنبياء قبلي معجزة له يخط بالرمل، فيطلع على بعض المغيبات بواسطة الرمل، فمن وافق خطه من هؤلاء الكهان والمنجمين خط ذلك النبي الكريم فذاك أي المصيب، وهيهات أن يوافق خط الدجال خط النبي الصادق الأمين.
الآن يأتي الشاهد، قال: يا رسول الله! عندي جارية ترعى غنماً لي في أحد، عند جبل أحد في المدينة، فسطا الذئب يوماً على غنمي، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة، وعلي عتق رقبة، فقال عليه السلام له: ائت بها، فلما جاءت إليه قال لها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهنا الشاهد:«أين الله؟ قالت: في السماء. قال لها: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، فالتفت إلى سيدها وقال له: اعتقها فإنها مؤمنة».
شهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لهذه الجارية التي كانت ترعى الغنم لسيدها ومن غفلتها وضعفها سطا الذئب على غنمها الأمر الذي أغضب سيدها فصكها، وصفعها تلك الصفعة على خذها، فامتحنها الرسول عليه السلام بهذين السؤالين: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال لسيدها: اعتقها.
أي: إذا أعتقتها فقد وفيت بنذرك؛ فإنها مؤمنة.
الآن اسألوا الناس ليس عامة الناس، فإنكم تسمعون عامة الناس في مجالسهم يقولون: الله موجود في كل الوجود، الله موجود في كل مكان.
إذاً: الجارية التي كانت ترعى الغنم هي أفقه منهم.
ليت الأمر وقف أفقه من هؤلاء العامة الذين يتكلمون بهذه الجاهلية في مجالسهم، لو أنت سألت الدكاترة إلا من شاء الله وقليل ما هم، أين الله؟ قال