ورسوله، فيقول في خطبة الجمعة: أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه، وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، زاد في حديث أو في رواية للنسائي: وكل ضلالة في النار، فإذا كان حقاً وهو كذلك بحق خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه، وآله وسلم فلا يجوز لمسلم مؤمن بالله ورسوله حقاً أن يتقدم بين يديه فيما جاءنا من شرع عن ربه بزيادة أو نقص فالأمر كما تقول العامة في بعض البلاد الزائد أخو الناقص .. الزائد أخو الناقص؛ فهل الرجل الذي يصلي الفجر مثلاً ثلاثاً أو أربعاً كالذي يصلي المغرب أربعاً أو اثنتين؟ لا فرق بين الأمرين؛ لأن كلاً منهما خلاف ما جاء به الرسول صلوات الله وسلامه عليه ..
لا يقال هنا كما يقال من كثير من الغافلين أو الجاهلين يا أخي هذا في الفرض، يعني يوافق فوراً أنه لا يجوز أن نصلي الفجر ثلاثاً أو أربعاً ويوافق فوراً أنه لا يجوز أن نصلي المغرب أربعاً أو اثنتين، والجواب عندهم زعموا هذا فرض، نقول طيب الحمد لله أننا اتفقنا في الفرض، تعال ننزل إلى ما ليس بفرض .. إلى السنة، هل يجوز لك أن تصلي سنة الفجر ثلاثاً أو أربعاً؟ هنا المسكين يبهت لأنه من الغافلين، وإذا استيقظ مع ذلك بعد رأي وزمن طويل نقول له جزاك الله خير، إذا انتبه أنه لا يجوز أيضاً الزيادة حتى في هذه النافلة حينئذ نشكره على هذا الانتباه وننقله إلى بيت القصيد كما يقال وإلى موضع الخلاف .. إذاً ما الفرق بين الأذان الذي تقدم بين يديه زيادة أو تأتي بزيادة في آخره؟ هذا لو سلمنا جدلاً أن الأذان سنة فقط والقول الصحيح أن الأذان واجب وليس بسنة فقط، بمعنى أن الإنسان يخيّر بين أن يفعل فيثاب، وبين أن يترك فلا يعاقب! لا ليس الأمر كذلك، وإنما الأذان كالإقامة كل منهما أمر واجب لا يجوز تركه وبخاصة في المساجد، فقد كان من شعار المسلمين ..
كان الأذان من شعار المسلمين إلى درجة أن النبي صلى الله عليه، وآله وسلم كان إذا