للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خير من ذلك، وإلا دون ذلك؟ لا شك أنه خير من ذلك، ويؤكد لكم هذا حديثه الآخر وهو قوله عليه السلام: ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعّدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه، هذا الحديث والذي قبله والذي قبله وكل أحاديث الرسول عليه السلام هي في الحقيقة تبيين وتفصيل للآية الكريمة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: ٣] وقد فهم عظمة هذه الآية الكريمة بعض السالفين الأولين أحدهم كان يهودياً، ثم من الله عليه بالإسلام ألا وهو كعب الأحبار حينما جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا أمير المؤمنين آية في كتاب الله لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيداً .. قال عمر: ما هي؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣] إلى آخر الآية قال عمر: أنا من أعرف الناس بها لقد نزلت يوم جمعة، هذا عيد ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في عرفة هذا عيد، فإذاً هي نزلت في عيد في عيد؛ فلا تطمع في أكثر من ذلك كأنه يقول لذاك الرجل، قلت: عرف عظمة هذه الآية بعض السالفين أحدهم هذا الذي كان يهودياً ثم أسلم أقول أنا من عندي كان يهودياً ثم أسلم لأن في بعض الروايات أنه كعب الأحبار الحديث في الصحيح أن رجلاً من اليهود قال: لو علينا معشر يهود .. إلى آخره.

ومن السالفين أحد أئمة المسلمين المشهورين المتبعين ألا وهو الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة كان رضي الله عنه يقول، له كلمة كما يقال تكتب بماء الذهب وهي: من ابتدع بدعة يراها حسنة فقد زعم أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خان الرسالة اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: ٣] ثم أتبعه ببعض الكلمات هي بيانات لمضامين هذا النص القرآني الكريم، فيقول: فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم

<<  <  ج: ص:  >  >>