للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلام: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخرت صلاة العشاء إلى نصف الليل» لأنه هو الأفضل ولكن دفعاً للمشقة كان عليه الصلاة والسلام لا يؤخرها، ولما أجمع عمر بن الخطاب أمره على أن يجمع المسلمين في ... إمام واحد كان من مقتضى الحكمة ألا يجعل هذا التجميع آخر الليل؛ لأنه ليس كل الناس يستطيعون ذلك، ولذلك فهو جمع بين التشريع الميسر أو إعادة المسلمين إلى التشريع الميسر وهو في ... مع التنبيه إلى أن التأخير هو الأفضل وقال بهذه المناسبة: نعمت البدعة هذه.

فقوله: البدعة، ليس المقصود بها البدعة الشرعية التي عممها الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وذمها فيما تقدم من الأحاديث وبخاصة القاعدة: «كل بدعة ضلالة» حاشا لعمر أن يعني هذه المعنى، قوله: نعمت البدعة، إنما هو بدعة لغوية وليست البدعة بدعة شرعية هنا فيما ذكرنا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صلى بأصحابه ثلاث ليالي وأنه إنما ترك ذلك خشية أن يتوهم الصحابة لمتابعة الرسول عليه السلام في كل أيام رمضان أو تجميع هذا في صيام دفعاً لهذا المحذور، ولما انتقل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الرفيق الأعلى وانتهت أحكام الشريعة فلم يبق لأحد أن يُغَيِّر أو يُبَدِّل، لذلك فتح الله على قلب أمير المؤمنين فأحيا هذه السنة، فباعتبار ترك الرسول عليه السلام لها واستمرار أبي بكر في كل حياته وعمر أيضاً في أول حياته عن هذا ... سمى هذه ... بدعة أي: دليلاً، لكنه ما قبل ذلك لكنها ليست بدعة لغوية يشملها عموم قوله عليه السلام لأن النبي سنها.

وثانياً كما ذكرنا أنه حديث أخرجه الإمام أبو داود في سننه من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قال: قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من صلى صلاة العشا مع الإمام ثم قام معه حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة» بمجرد صلاته .. صلاة الإنسان مع

<<  <  ج: ص:  >  >>