الغني في الحقيقة القصة تعطينا عبر عظيمة جداً إن الطيور على أشكالها تقع، كلاهما قلوبهم صافية سواءً الدائن أو المدين، كان باستطاعة الدائن أن يأكل المائة الدينار ولا رقيب ولا عتيد، ولم يقل له أعطيه لك بواسطة البريد المستعجل كلام فاضي هذا، من أين يشهد؟ لكن هو مضطر أن الله عز وجل يعرف قال: والله أنا خرجت في اليوم الموعود لاستقبالك فلما تأخرت وجدت الخشبة تتلاعب بين يدي، فأخذتها كسرتها وإذا فيها مائة دينار قال: والله أنا فعلت هذا؛ لأنه لما جاء اليوم الموعود وعرفت أني لا أستطيع أن أفي بالوعد، فأخذت الخشبة ونقرتها ووضعت فيها مائة دينار، وجئت إلى ساحل البحر قلت: يا رب أنت كنت الكفيل وأنت الشهيد قال: قد وفى الله عنك بارك الله لك في مالك، ورد له المائة الدينار.
بهذه التقوى نحن اليوم لا نجدها في صدور المسلمين، ولذلك تكثر الشكاوى من أين أعيش؟ ولا يستطيع أن يدبر حاله في هذا العصر وهم يعلمون جميعاً أن الكثير منهم كما أشرت في سؤالك بارك الله فيك أنه في عنده شيء من المال، لكن كيف؟ ينميه ويحدده.
مداخلة: ...
الشيخ: فهؤلاء الجماعة هؤلاء ما وصلوا إلى مرتبة الاضطرار، هذه المرتبة التي تبيح للمسلم ما الأصل فيه التحريم، يعني: مثلاً يجوز السرقة إذا اضطر يجوز أن يسرق، لكن ما يجوز له أن يرابي أبداً، لكن يجوز له أن يسأل الناس، فإذا وصل إلى مرتبة ماذا؟ السؤال، إذا ما كان عنده مال يغديه أو يعشيه، وين هؤلاء الأشخاص؟ هم والحمد لله مهما كانوا فقراء ومساكين ما وصلوا إلى هذه المرتبة؛ لأنه لا يزال في الناس خير، ولا يزال هناك بعض ذوو المروءة والشهامة