التفصيل ولو أنه غيري يمل من تكراره .. أستريح لمثل هذا التفصيل لما فيه من فائدة لغيري إذا كان غيري يتحملني فإذا عندك استعداد للتفصيل حتى أفصل لك ما هو رأيك؟
الشيخ: طيب! أولاً: مناسبة الحديث كما جاء في المصدر الذي يعزى إليه الحديث دائماً وأبداً وهو في صحيح مسلم يرويه بإسناده الصحيح عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جالسين مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر، فلما رآهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تمعر وجهه أي: أسفاً وحزناً على فقرهم ثم خطب الصحابة فقال: «{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}[المنافقون: ١٠]» ثم قال عليه السلام: «تصدق رجل - أي: ليتصدق - بدرهمه .. بديناره .. بصاع بره .. بصاع شعيره» وذكر أشياء أخرى حضاً للصحابة على الصدقة فقام رجل من الحاضرين فرجع وهو يحمل في طرف ثوبه ما تيسر له من الصدقة ووضعها أمام الرسول عليه السلام، فلما رأى أصحابه عليه السلام الذين حوله ما فعل صاحبهم قام كل منهم ليعود بما تيسر له من الصدقة فاجتمع لرسول الله عليه السلام كأكوام الجبال من الصدقات فلما رأى ذلك عليه الصلاة والسلام تنور وجهه كأنه مذهبة كالفضة المطلية بالذهب فرحاً وسروراً باستجابة أصحابه عليه السلام لأمره إياهم بالصدقة، ثم قال بهذه المناسبة:«من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجرهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء».