اليوم مع الأسف الشديد الذي وقع في أفغانستان: الأسلحة التي حارب المسلمون المادية، الأسلحة المادية التي حارب المسلمون بها الشيوعيين، هل كانت أسلحة إسلامية؟
الجواب: لا، كانت أسلحة غربية، إذن نحن الآن من ناحية السلاح المادي مستعبدون، لو أردنا أن نحارب وكنا أقوياء من حيث القوة المعنوية، إذا أردنا أن نحارب بالسلاح المادي فنحن بحاجة إلى أن نستورد هذا السلاح إما بثمن، وإما بالمنحة، أو شيء مقابل شيء كما تعلمون السياسية الغربية اليوم على حد المثل العامي: حك لي لأحك لك، يعني أي دولة الآن حتى بالثمن لا تبيعك السلاح إلا مقابل تنازلات، تتنازل أنت أيها الشعب المسلم مقابل هذا السلاح الذي تدفع ثمنه أيضاً.
فإذن يا إخواننا الأمر ليس كما نتصور عبارة عن: حماسات وحرارات الشباب وثورات كرغوة الصابون تثور ثم تخور في أرضها، لا أثر لها إطلاقاً. أخيراً أقول:{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}[التوبة: ١٠٥] إلى آخر الآية، لكن أكرر: أن العمل لا ينفع إلا إذا كان مقروناً بالعلم النافع، والعلم النافع إنما هو: قال الله، قال رسول الله، كما قال ابن القيم رحمه الله:
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهةً ... بين الرسول وبين رأي فقيه
مصيبة العالم الإسلامي اليوم مصيبة أخطر وقد يستنكر بعضكم هنا الذي أقوله مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من احتلال اليهود لفلسطين، مصيبة العالم الإسلامي في اليوم أنهم ضلوا سواء السبيل، أنهم ما عرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا والآخرة معاً.
وإذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار والمشركين، وقتلوا وصلبوا، ثم ماتوا، فلا شك أنهم ماتوا سعداء، ولو عاشوا في