مداخلة: ... كثيراً مع هذا السؤال، ومعذرة لإطالة الكلام في هذا المجال، لكن سؤال؟
الشيخ: تفضل.
مداخلة: يستشهد أخونا عبد الرحمن بوجوب فرضية الجهاد على الفرد الواحد.
الشيخ: نعم.
مداخلة: بقوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}[النساء: ٨٤]، يقول: هذه الآية القرآنية تنطق بوجوب الجهاد على الفرد.
الشيخ: أيوه.
مداخلة: فأريد فقه هذه الآية يا شيخنا وجزاكم الله خيراً.
الشيخ: والله، أنا ما أرى أن الآية تحتاج إلى شرح، لكني أقول: فلماذا لم يهجم على اليهود هو وحده؟ مادام هو يفهم أن الآية تعني هذا المعنى، سبحان الله، أنا ما كان يدور في ذهني مطلقاً أن هذه الآية تعني هذا الجهاد الفردي، وهو يعلم أن نصوص الكتاب والسنة تأمرنا بالاستعداد الذي يغلب على ظن الإمام الذي يدير شؤون الأمة أنه يغلب على ظنه بأن هذا الاستعداد يكفي لمقاتلة المسلمين، ونحن أيضاً نعود إلى سيرة الرسول عليه السلام؛ لأنها هي في الواقع قوتنا ومنهجنا كما قال ربنا عز وجل:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب: ٢١]، نحن نعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ما هاجم المسلمين في عقر دارهم .. عفواً، ما هاجم المشركين في عقر دارهم، وأول معركة وقعت هي دفاع من المسلمين للمشركين الذين غزو المسلمين في دارهم في المدينة المنورة.
إذاً: لماذا لم يجاهد الرسول المشركين حينما كان في مكة؟ ولماذا كان المشركون يعذبون أصحابه عليه السلام، ويحاولون أيضاً الاعتداء على شخص