للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مؤمنين بالله وبمحمد فهم يقولون: ما شاء الله وشاء محمد يريدون بذلك أن مشيئة محمد بمشيئة الله يعنون: أن طاعة محمد من طاعة الله كما هو منصوص في القرآن الكريم: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: ٨٠] ولكنهم لم ينتبهوا للفرق بين مثل هذه الآية: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: ٨٠] وبين قولهم: ما شاء الله وشئت، فإنه يعني في ظاهر العبارة أن مشيئة الرسول عليه السلام مؤثرة كمشيئة الله التي لا يقف أمامها شيء كما قال رب العالمين: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: ٢٩] لم ينتبهوا لذلك؛ لهذا كانوا يقولون وعلى مسمع منه عليه السلام: ما شاء الله وشئت فكان يسكت، لماذا؟ خشية أن يتضرروا بمثل هذا التنبيه حتى أذن الله عز وجل له بتنبيههم عن أن يقعوا في مثل ذلك الشرك اللفظي.

ولذلك في حادثة أخرى كان إنكاره فيه شدة لم تعهد له أو منه عليه السلام من قبل؛ وذلك ما رواه أيضاً الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه: «أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - خطب يوماً فقال رجل من الحاضرين: ما شاء الله وشئت يا رسول الله! فغضب عليه الصلاة والسلام - ولم يغضب هناك - وقال: أجعلتني لله نداً؟ ! قل: ما شاء الله وحده».

بهذا الحديث الصحيح أنهي جوابي عن ذاك السؤال الذي يؤسفني أن يكون هو الأخير، ولكن لعلي أحظى فيما بعد في مثل هذه الأسئلة النافعة لأكون مشاركاً معكم بلفظي ولو كنت بعيداً عنكم بجسمي فحسبي.

مداخلة: جزاكم الله خيراً يا شيخنا، هناك سؤال وفي الحقيقة هو ليس سؤالاً ولكن الأخ الذي كتب السؤال قال عنه مهم جداً جداً وأكد على هذا السؤال، والسؤال في الحقيقة هو من بدهيات الإسلام ولكن أحببنا أن ننزل عند رغبة هذا الأخ، فيقول الأخ: حتى يكذب بعض الناس في ظنهم وفي عدم تصورهم بأهل المنهج الحق، هل تحبون أن تموتوا شهداء في سبيل الله؟

<<  <  ج: ص:  >  >>