للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا لا ينبغي أن يكون في المجتمع الإسلامي المنقى المصفى لأن جهد الدعاة الإسلاميين حقاً هو أن يقتربوا من المجتمع الإسلامي المنقى المصفى، لأن لجهد الدعاة الإسلاميين حقاً هو أن يقتربوا من المجتمع الإسلامي الأول الذي لا يمكن أن يعاد كما كان وإنما الأمر كما قيل:

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاحُ

فنحن نحاول كأفراد أن نتشبه بأولئك الأفراد الأخيار ونحاول أن نوجدَ مجتمعاً يكون شبيه بذلك المجتمع ولا يكون له مثيلاً أبداً هذا مستحيل، وعلى هذا فحينما نتمثل شخصاً أو مجتمعاً فلابد أن يكون دائماً نصبَ أعيننا فلا نفعل إلا ما فعلوا إن استطعنا، لأن الحقيقة كما أشار إليها قولهُ عليه السلام في الحديث الصحيح ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه.

فالأشياء العملية محصورة لا تقبل الزيادة فمن الأعمال اليوم بعضها مشروع وبعضها ليس مشروع إكرام العلماء ببعض المظاهر منها ما لفتَّ النظر إليه وجزاك الله خير أن يبتعدون عن الحديث وعن الفوضى وعن الكلام والدرس يلقى، هذا فعل يجب أن يُوقَف وأن يؤتى منهُ ما يستطاع، لكن هل من ذلك مثلاً أن هذا العالم إذا دخل مجلساً كمجالس ما أقول مجالس العلم هذا واضح جداً أن طلاب العلم حينذاك لا ينبغي أن يقوموا لهذا العالم، لكن إذا دخل مجلساً ليس مجلس علمٍ هل من العلم النافع ومن العمل الصالح أن يقوم أهل المجلس لذلك العالم الداخل إلى المجلس الجواب تتشبهُ أنك تكون مثلهم، ومن هو الشخص الوحيد الفريد الذي هو الذي ينبغي أن يحتذي به غيره هو كما نعلم جميعا محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وأهل العلم يعلمون وليس هذا مما فيه يختلفون فيه، لكن التأويلات كما دخلت في علم الكلام المتعلق بالعقيدة دخل أيضاً بابا التأويل في الأحكام العملية، فكل يعلمون أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كما روى الإمام البخاري في كتابهِ الأدب المفرد بالسند الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: ما كان شخصاً أحب إليهم من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكانوا إذا رأوه

<<  <  ج: ص:  >  >>