إنكاره، لكن أين الذين كانوا ينشرون بالمناشير، والذي كان يوضع تحت أشعة الشمس الحارة ويوضع على بطنه الصخرة .. نار وثقل وما شابه ذلك، حتى لم يصبر أحدهم هو عدي بن حاتم الطائي كما جاء في بعض الروايات ولو أن فيها ضعفًا لكنها تمثل الحياة الضنك والعذاب الشديد الذي كان يلقاه هؤلاء الصحابة، فماذا فعلوا؟ صبروا كما قال تعالى:{الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت: ١ - ٣].
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح كالتفسير لهذه الآية الكريمة:«كان من قبلكم كان أحدهم يؤخذ فيوضع المنشار على مفرق رأسه ليرتد عن دينه فلا يرتد عن دينه حتى يقع فلقتين على الأرض» ماذا أصابنا نحن؟ ما أصابنا شيء من هذا العذاب الأليم الذي أصيب به الأولون، مع ذلك صبروا وصبروا حتى نفد الصبر فأذن الرسول عليه السلام لمن شاء منهم بالهجرة، وبعضهم بقي يأخذ العذاب ويتلقى العذاب حتى جاء الأمر بالهجرة إلى ...
ذاك جو العرب وجو قريش في بيت الله الحرام هو الجو الوثني العلماني الملحد، التاريخ يعيد نفسه! إما أن يصبر وإما أن يهاجر:{أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}[النساء: ٩٧] فإن استطاع أن ... فيها وإلا فليس له إلا الصبر، مع الانشغال بالعلم والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن حتى يأتي الله عز وجل بالفرج.
أما القيام بالثورات الدموية وبالانقلابات الليلية في ليل لا قمر فيها فهذا ليس من ... الإسلام أبدًا، ليس في الإسلام ثورات وليس في الإسلام انقلابات؛ لأنها لا تأتي إلا بالشر الأكبر، نريد أن نفر من الشر الأصغر فنقع في الشر الأكبر، والواقع في العصر الحاضر يؤكد لكم هذه الحقيقة، فلا جرم أنه كان من عقائد السلف أنه لا يجوز الخروج عن الحكام، هم يعنون طبعًا حكام المسلمين الذين