للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: بلا إله إلا الله.

الشيخ: لا إله إلا الله، ومن لوازم هذه الكلمة أن تدعو الناس إلى اتباع الكتاب والسنة؛ لأنهما المصدر الوحيد لسعادة الأمة، وأنهم إن جهلوا الكتاب والسنة ذلوا، وإن علموا وعملوا عزهم الله عز وجل، ونصرهم على عدوهم، وأنت ترى اليوم الذين يسمون بالدعاة قد صرفوا كل جهودهم عن {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: ١٩] وهذا من الجهل بالإسلام بمكان خطير جداً؛ لأنهم يتوهمون وكأنهم من عوام الناس، كل الناس يا أخي بيعرفوا إنه لا إله إلا الله، إيه نعم، وأنا أشهد كل الناس يعرفوا يقولوا: لا إله إلا الله، لكن لا يفقهون معناها، وحينئذ تظهر نتيجة خطيرة جداً، وهي: أن هؤلاء الذين يشترط فيهم أن يكونوا هداة للمسلمين قد رضوا لهم بأن يسووهم بواقع أمرهم مع الكافرين الذين ينقذون أنفسهم من قتل الحاكم المسلم إياهم بأن يقولوا: لا إله إلا الله؛ لأن الرسول عليه السلام قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فإذا قالوها» مش فقهوها وفهموا معناها «فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم عند الله».

فاليوم الدعاة الإسلاميين إلا القليل منهم رضوا لأمتهم ما يرضاه الإسلام للأمم الأخرى من الكفار إنه فقط يقولوا: لا إله إلا الله لماذا؟ من شأن يعصموا دماءهم وأموالهم، لكن هذا القول يدخلهم الجنة وينقذهم من النار قال: لا إلا بحقها وحسابهم عند الله تبارك وتعالى، إذاً: رضينا لأمتنا أن يظلوا يقولون: لا إله إلا الله، وهم يقولون مع الأسف في ألسنتهم ما ليس في قلوبهم؛ لأنه عظمة هذه الكلمة ما استقرت في قلوبهم بدليل حياتهم التي يحيونها سواء ما كان منها متعلقاً بالعقيدة مما يقع منهم من شركيات ووثنيات، وعبادة لغير الله عز وجل، يسمونها هذه العبادة بغير اسمها، يسمونها توسلاً، يسمونها شفاعة، وهي ليست بهذا السبيل إطلاقاً، بل هو الشرك بعينه، أو كان من الابتعاد عن التعامل بالإسلام

<<  <  ج: ص:  >  >>