الحديث، أي داعية يدعو قوماً إلى الحق سواء كانوا مشركين كفار يدعوهم إلى الإسلام وهم لا يستجيبون له أو كانوا مسلمين ولكن مع إسلامهم منحرفين عن كثير أو قليل من الإسلام، هذا الداعية أو ذاك حينما يدعو هؤلاء أو أولئك إما أن يكون في دعوته محقاً ومخلصاً ومع ذلك لم يجد أثر دعوته فالعلة حينئذ في المدعوين وإما أن يكون العلة منه وكما يقال: دود الخل منه فيه.
ولا يمنعني شيء من أن أقول: إن كثيراً من الدعاة قد يتوفر فيهم الأمران العلم والإخلاص ومع ذلك لا يجدون الأثر وقد لا يتوفر فيهم العلم والإخلاص أو على الأقل أحدهما فلا يجدون الأثر. إذاً إذا شعر أحدنا بأن دعوته لا تصل إلى قلوب المدعوين فليتهم نفسه هذا خير له من أن يتهم غيره.