ذلك الشخص أو الشيخ في الذين يتصلون بهم أو يتلقون العلم عنهم.
ومعلوم أن أحاديث كثيرة معروفة عن الرسول عليه السلام فيها الحض على مصاحبة الصالحين ومرافقتهم، كمثل قوله عليه الصلاة والسلام:«لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقيٌ» فوصية الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا الحديث بأن يصاحب المسلم التقي، ما ذلك إلا لأن عدوى الصالح تسري بالخير إلى المصاحب له.
ولذلك جاء في صحيح البخاري عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قوله:«مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك إما أن يحذيك - أي: يعطيك - وإما أن تشتري منه، وإما أن تشم منه رائحةً طيبة، ومثل جليس السوء كمثل الحداد إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تشم منه رائحةً كريهة».
ولذلك فمن كان يريد الانطلاق والترقي في سبيل الدعوة، فلا بد من أن يحافظ على هذين الأمرين:
الأمر الأول: أن يكون كثير الصلة بكتب أهل العلم الماضيين المعروفين بالعلم النافع والعقيدة الصحيحة، وإذا تيسر له أيضًا في مجتمعه الذي يعيش فيه بعض أهل العلم والصلاح، فعليه أيضًا أن يتصل بهم ما أمكنه ذلك، حتى يتأثر بمساراهم ويستفيد من أخلاقهم ومن سلوكهم.