للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: هذا جوابك سيكون غريباً قليلاً مبدئياً، لكن ستجده صواباً، تعرف امرئ القيس ماذا قال لصاحبه:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقين بقيصرا

فقلت له لا تبكي عينيك إنما ... نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا

نعم. ما رأيك في هذا الكلام الذي نبع من جاهلي هوعم يسعى وراء الملك دنيوي، لكن شوف يعني يقول: وإنما نحاول ملكاً أونموت نعذراً، إما أن نُحَصِّل الملك إما أن نموت ونحن معذورين، هذا كلام جاهلي وضعوه في أمر دنيوي، نحن نضعه في أمر ديني، أعني بهذا بشيء من التوضيح: نحن لا نستطيع أن نوجد يعني: لا نستطيع أن نحل المشكلة التي أنت وصفت جانباً منها لما ذكرت الأحزاب وما ذكرت مثلاً الدول المحيطة المستعمرة إشي مباشرة إشي فكرياً إلى آخره، نحن ما نستطيع بعجرنا وبجرنا ووجوهنا ما نستطيع أن نحل المشكلة، لكن علينا أن نسعى -وهنا الشاهد وعلى الله التمام- علينا أن نسعى لنرجع فكرياً إلى ما قبل أربعة عشر قرناً، إذا تصورنا ضعف الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه من الناحية العَددية والعُددية، واستحضرنا أيضاً قوة الدولتين العظيمتين يومئذ واللتين تشبهان الدولتين العظيمتين اليوم.

مداخلة: نعم.

الشيخ: فارس والروم.

مداخلة: نعم.

الشيخ: هل كان يخطر في بال أحد أنه يمكن القلة القليلة عَدَداً وعُدَداً أنها تنتصر على الدولتين العظيمتين؟ ! هذا من حيث الحسابات المادية مستحيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>