للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الحديث الصحيح الذي قال فيه: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: هي ما أنا عليه وأصحابي».

لذلك اصطلح العلماء على تسمية هذه الفرقة من ثلاثٍ وسبعين فرقة بالفرقة الناجية، فالفرقة الناجية أولاً: هي واحدة فقط لا ثاني لها، ثم هي: من ثلاث وسبعين فرقة، اثنين وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة.

فاليوم نحن نعيش في غمرة فرق قديمة وحديثة وأحزاب عديدة، وبعض الفرق القديمة ذهبت أسماؤها وبقيت آثارها، فالمنطق الاعتزالي والمذهب المعتزلي لا نكاد نسمع له ذكراً في هذه الأيام، ولكنه تطوَّر وصار تارة بأسماء فرق إسلامية, ومذاهب إسلامية معتدٌ بها ومعترف بها عند جماهير المسلمين، وتارة بآراء حديثة لكنها تتصل بسبب وثيق بتلك الآراء الاعتزالية القديمة، أما التارة الأولى التي أشرتُ إليها آنفاً، وهي التي تكون بأسماء ومعترف بها عند المسلمين فمثلاً كالأشاعرة، وكالماتريدية، العالم الإسلامي إذا استثنينا منه الفرق المعروفة بالانحراف عن الشريعة كالشيعة مثلاً، والزيدية والخوارج، وحصرنا كلامنا على من يُسَمون أو يتسمون بأهل السنة والجماعة، فأهل السنة والجماعة اليوم هم ثلاثة مذاهب فيما يتعلق بالعقائد، وأربعة مذاهب فيما يتعلق بالفقه.

أما المذاهب الثلاثة الأولى فهي: الماتريدية، والأشاعرة، وأهل الحديث، فهذه فرق ثلاث تتعلق في العقيدة فقط بأهل السنة والجماعة.

أما المذاهب الأربعة فمعروفة لدى الجميع في الفقهيات الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، إذا رجعنا إلى المذاهب الثلاثة الأولى الماتريدية

<<  <  ج: ص:  >  >>