للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آية أو آيتين تسمع كلام الحاضرين، الله .. اللهم صل على محمد .. صلوا على النبي .. إلى آخره، هؤلاء يلهون في قراءة القرآن ولا يصغون ولا يستمعون إلى آخره، فما هو المانع أن يعمل حفلة ويأتي بقارئ يحسن القراءة أو بواعظ يعظ الناس ويحسن الوعظ أيضاً بالكتاب وبالسنة الصحيحة ولا يذكر أحاديث ضعيفة وموضوعه، أو يأتي برجل عالم ويفقههم في الدين إلى آخره، وأين الضرورة يا أخي في هذه الحالة؟ ما في ضرورة.

ولكن شيء ذكرني هذا السؤال: كان من الضروري أن أذكره ولكن هكذا قدر، {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: ٢١٦]: هذه الأناشيد الدينية الآن حلت محل قراءة القرآن، لقد بلغني عن أكثر من مصدر واحد أن كثيراً من الشباب في أثناء عملهم في محلهم .. في دكانهم .. يقطعون فراغهم بأن يسمعوا هذه الأناشيد الدينية، وأنا أذكر نفسي ولا أذكر هذا حامداً وإنما مذكراً: (أنا عندما كنت في أول الشباب في نحو العشرين أو أقل، كنت ساعاتي مصلح الساعات، وأنتم تعرفوا أن تصليح الساعات فيه دقة متناهية وكنت أفتح القرآن فمن جهة أعمل، ومن جهة أقرأ لأحفظ والحفظ هذا يريد فراغ خاص، مع ذلك لكوني كنت منشغلاً بالعلم أيضاً بالإضافة إلى المهنة فكنت أغتنمها فرصة حينما لا يوجد عندي أحد، أضع هذا القرآن بين يدي ويومئذ لا يوجد مسجلات ولا يوجد كل هذه الأشياء التي ذللت وتيسرت اليوم حيث لم يبق بيت إلا وفيه مسجلة أو أكثر فكنت أعنى بحفظ القرآن وأنا في عملي الدقيق هذا) كيف لو كان عندي أنا الآن في أحيان عندما أكون فارغاً أسجل القرآن وسأسمع وسأنتبه أحياناً إلى بعض الفوائد لا يتيسر لي الإصغاء إليها بسبب انشغالي بالمطالعة أو الكتابة أو نحو ذلك، فالآن قامت الأناشيد العلمية مقام قوله عليه السلام: «من لم يتغن بالقرآن فليس منا».

فإذاً: ما الذي يحمل الشباب اليوم على أن يلهو أنفسهم وأن يقطعوا

<<  <  ج: ص:  >  >>