بينهم وبين نشر الدعوة السلفية فلا يبادئهم، ولا يبادرهم بالقتال إلا إذا هم بادؤوه، وحتى هم إذا بادؤوه بالقتال وكان بإمكانه أن يكون عبد الله المظلوم، ولا يكون عبد الله الظالم، فهذا الذي أنصح به، وأن يهتم فقط بالدعوة، لا يهتم بالسياسة التي تتطلب الحكم، مادام أنه لا يجد من حوله من الأحزاب الإسلامية يسايره، ولا أقول يساعده، على الأقل لا أجد من يسايره ويسكت عنه هذا من جهة، ومن جهة أخرى نحن الآن نجد كيف أن نشاط الجهاد الأفغاني الذي عرف طيلة هذه العشر السنين كيف وقف الآن؛ والسبب في اعتقادي واضح، وإن كنت أنظر للمسألة من بعيد، ومن كان قريباً فنظره أقرب إلى الصواب، لماذا الآن توقف النشاط الجهادي في تلك البلاد؟ أنا اعتقد لسببين اثنين:
السبب الأول: خارجي يعود إلى أعداء الإسلام، الذين يترقبون أي فرصه تسمح لهم للقضاء على الإسلام والمسلمين.
السبب الثاني: هو نابع من أنفسهم كما نسمع الآن من الاختلاف القائم بين الأحزاب، فلو افترضنا أن هذه الأحزاب كانوا كلهم كتلة واحده، فيبقى الخطر الأول الخارجي محيطاً بهم، وهو الذي يضطرهم الآن إلى أن لا يتقدموا في الجهاد؛ لأننا نعلم أن الشعب المجاهد ينبغي أن يكون سلاحه نابعاً من عنده، وليس مسؤولاً أو مشحوذاً شحاذة من غيره، وبخاصة إذا كان الغير إذا صح التعبير، هو من اعداء الإسلام والمسلمين، فنحن نرى هذا التلكؤ وهذا التباطؤ في الاستمرار في النصر سببه انقلاب بعض من كان يشده من أجل الجهاد الأفغاني لمصلحة، فلما رأى أن هذا الجهاد إذا ما وصل إلى آخر مداه سيصبح ضده أخذ يتباطأ في مده بالسلاح. فوقف ذلك النشاط.