للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجرين، وفي الخطأ أجراً واحداً، فلا ينبغي أن يتحمس كل أصحاب مذهب لمذهبه، فتقع الفرقة، وحينئذ لا يكونون متجاوبين مع قوله تبارك وتعالى: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣١ - ٣٢].

ولا شك أن عامة الشعوب لا يمكن أن نتصور أن وعي كل فردٍ منها كوعي الرؤوساء القائمون عليها، ولذلك أول من ينبغي أن تتوجه هذه النصيحة إليهم، وأن يرعوها حق رعايتها، إنما هم الرؤوساء القائمون على هذه الأحزاب الكثيرة؛ فأنهم كما قال عليه السلام: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، فهؤلاء رؤساء الأحزاب هم المسؤولون عما قد يقع من الخلافات ومن الفتن بينهم؛ لأنهم كان بوسعهم أن يحولوا بين هذه الفتن بإشاعة ما يسمى بالتسامح المذهبي، لا أعني أن بالتسامح المذهبي ألا يهتم الإنسان بمعرفة الحق الموجود في المذاهب الأخرى، وإنما أعني بالتسامح: أنك إذا التقيت مع أخيك المسلم وجرى بينك وبينه خلاف ما في مسألة ما، سواء كانت في الفروع كما يقولون أو في الأصول، فتباحثتم في ذلك ثم بقي كل منكم على رأيه السابق متقياً ربه تبارك وتعالي خائفاً من ربه غير متعصب إلا لما يبدو له أنه صواب، فألا يكون هذا البقاء كل على مذهبه سبب تنافر وتباغض وتدابر، ويجب عليهم أن يكونا كما في النص الكريم: «وكونوا عباد الله إخوانا» هذا ما يتيسر لي بهذه المناسبة وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

(الهدى والنور/٢٨٦/ ٣٠: ٥٥: ٠٠)

(الهدى والنور/٢٨٦/ ٠٢: ٠٠: ٠١)

(الهدى والنور/٢٨٧/ ١٣: ٠٣: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>