فلما سمع علماء الكلام يقولون: الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه، ماذا قال الأمير؟ «هؤلاء قوم أضاعوا ربهم»، صدق، هؤلاء قوم أضاعوا ربهم وأنا أعتقد ليس أولئك فقط أضاعوا ربهم، بل جماهير الإسلاميين اليوم أضاعوا ربهم، لماذا؟ لأنهم ما تفقهوا في كتاب الله ولا تفقهوا في حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وإنما دراسات مكثفة وخفيفة وقليلة وليست مُدَعَّمة بالأدلة الشرعية، قد يتخرج الواحد منهم من الجامعة وهو لم يفهم بعد {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، لكن يلقي لك محاضرات وخطب طنانة رنانة ويهيج النفوس فتكاد تراها الآن [بدها تهجم] على اليهود، ثمّ كرغوة الصابون! ! ! . لو سألت هذا ومن خطبهم أين الله، ما في جواب! ! ! ! بينما جارية في عهد الرسول عليه السلام لأنها تخرجت من مدرسته -بالتعبير العصري الموجود اليوم-، سألها الرسول عليه السلام هذا السؤال فأجابت بالجواب الإسلامي الصحيح، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث معاوية ابن الحكم السُلَمِي، معاوية ابن الحكم هو غير معاوية ابن أبي سفيان الأموي الخليفة المعروف الذي كان في دمشق الشام، معاوية ابن الحكم السُلَمِي، يحدثنا هو عن قصته التي وقعت له وهو يصلي خلف نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - يوماً، قال:«صليت وراء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فعطس رجل بجانبي فقلت له يرحمك الله وهويصلي قال فنظروا إلي هكذا، تسكيتا، فقلت واثكل أمياه، ما لكم تنظرون إلي، - وهويصلي وصلاته مقبولة يا ترى ما تظنوا أنه بطلت صلاته- واثكل أمياه فأخذوا ضربا على أفخاذهم»، يعني أسكت ليس الآن وقت كلام، قال:«فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الصلاة أقبل إلي» تصوروا لو القصة وقعت اليوم، وراء إمام من أئمة المسلمين ما شاء الله اليوم ...