للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: قبل الإجابة عن السؤال لا بد لي من التذكير الأخ السائل الفاضل إن شاء الله ببعض الأمور من باب: الدين النصيحة.

أولاً: أن يهتم بتقويم لسانه لكي لا يخطئ على الأقل في رواية أحاديث نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ لأن العلماء في علم المصطلح قد نبهوا القراء والطلاب بهذا العلم لضرورة تعلمهم اللغة العربية وآدابها بمقدار ما يقومون به ألسنتهم وينجون من النطق بالحديث النبوي محرفاً عما نطق به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلا يجوز نصب المرفوع أو جر المرفوع والمنصوب ونحو ذلك؛ لأن مثله يغير المعنى الذي أراده الرسول عليه الصلاة والسلام.

وأهل العلم يقولون: الألفاظ .. كل الألفاظ سواءً كانت قرآناً أو حديثاً أو عبارة من صحابي أو حكيم أو نحو ذلك .. هذه الألفاظ هي قوالب للمعاني وليست الألفاظ مقصودة بذاتها وإنما هي وسائل للتعبير عما في نفس المتكلم في هذه الألفاظ، فهذه نصيحة أرجو أن يكون لها أثرها الطيب إن شاء الله في نفس السائل حتى يستطيع فيما بعد أن يروي أحاديث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كما نطق بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

استرعى انتباهي وحفزني لتقديم مثل هذه النصيحة أن الخطبة التي ألقاها أخونا بين يدي سؤاله هي الخطبة التي تسمى عند العلماء والفقهاء: بخطبة الحاجة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يعلمها أصحابه، فقد وقع في أثناء قراءتك لهذه الخطبة كثير من الخطأ اللغوي النحوي ولو كان هذا كلام أحد البشر لم يكن ذلك مما يدفعنا إلى التذكير بمثل هذا، وإنما هو كلام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وكلام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ينبغي أن يكون في أنفسنا وقع غير وقع أي كلام من كلام البشر، هذه النصيحة الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>