للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تيسرت له الأسباب أن يدخل كابل وهو المعروف بأحمد مسعود شاه ولا ندري هل كان دخوله بوازع من الجهاد الخالص لوجه الله تبارك وتعالى أم كان ذلك دعماً من بعض من لا يريد للمسلمين النجاح وإقامة الدولة المسلمة.

ولكن كما قيل: ويأتيك بالأنباء من لم تزود، فقد تأتي الأخبار فيما بعد تكشف لنا عن هذه الحقيقة التي وقعت وهي أن يدخل كابل هذا الرجل وأن يدعم من قبل الشيعة في إيران ومن غيرها من بعض الدول الأخرى التي نعلم مع الأسف الشديد أنها تمشي في ركاب الأمريكان الذين يحاولون الآن استعباد العباد في كل البلاد.

وآخر ما بلغنا بأن الشيخ أو القائد حكمتيار قدم إنذاراً لأحمد مسعود هذا بأن يخرج فصائله والمليشيا التي يسمونها اليوم من كابل وإلا هو سيضطر ليضرب كابل، أي: ليجاهد المجاهدون بعضهم بعضاً.

ولذلك فنحن الآن ليس لنا أن نتدخل في مثل هذا الخلاف الذي لا ندري عواقبه؛ لأنها فتنة ونحن مأمورون في أيام الفتن أن نلزم بيوتنا كما جاء في حديث صحيح ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «كونوا أحلاس بيوتكم» نحن كأفراد، أما الدول الإسلامية فمع الأسف الشديد ليس لنا ما نقوله لهذه الدول؛ لأن فتنة الخليج كانت أكبر ظاهرة إلا أنه لا يوجد الآن دولة إسلامية تستقل في أن تتصرف تصرفاً حراً مطلقاً لصالح الدعوة الإسلامية؛ ولهذا فليس لنا إلا أن ندعو دعاء الغريق وهو أن ييسر الله عز وجل لهؤلاء المجاهدين الذين أراقوا دماءهم وبلغت الملايين من المسلمين في سبيل طرد الشيوعيين من الأفغان وبخاصة من عاصمتها كابل أن ينصر المخلصين منهم وأن يدخلهم هذه العاصمة للقصد الذي كانوا يعلنونه من قبل وهو إقامة

<<  <  ج: ص:  >  >>