هذه الشجرة كان يُعَلِّقون عليها أسلحتهم، فقال بعضهم:«اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط» يعني: تعليقات تعلق عليها الأسلحة.
فقال عليه السلام:«الله أكبر! هذه السنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى: {اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}[الأعراف: ١٣٨]».
انظروا اهتمام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في قطع دائرة الشرك حتى بلفظ خرج من اللافظ به دون أن يقصد معنىً شركياً، ولما هذا اللفظ شابه لفظ المشركين القدامى من اليهود:{اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}[الأعراف: ١٣٨]، لمجرد هذه المشابهة اللفظية قال:«الله أكبر! هذه السنن، لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى .. » إلى آخر الحديث.
فكيف يستجيز مسلم عالم بالإسلام القائم على الكتاب والسنة أن يعمل عمل المشركين، وأن يطوف مع القوم الضالين، لماذا؟ قال: ليتألفهم وليكسب قلوبهم، قال تعالى لنبيه مؤدباً لنا في مخاطبته إياه:{لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}[الإسراء: ٧٤].
فما يجوز للمسلم وبخاصة إذا كان داعية يريد أن يعلم من حوله أن يشارك الناس في ضلالهم، بحسبه أن يخالطهم ليعلمهم ويوجههم، أما أن يشاركهم في الضلال، فهذا هو عين الضلال.
لذلك ما يقع في مثل هذه المخالفة الشرعية إلا من كان لم يؤدب على ما ندعو الناس إليه من الكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح.
هذا ما عندي جواباً عن ذلك السؤال، ولعله لم يفتني شيء.