ذكرنا أن يخلص في عبادته لله لا يشرك معه أحداً، الثانية: أن يعبد الله كما شرع الله على لسان رسول الله وحينئذ يكون قد آمن حقاً حينما يقول: محمد رسول الله، أما إذا اتبع غير رسول الله، فكما أن المسلم الذي يعبد غير الله يكون قد أشرك مع الله في عبادته، فذلك المسلم إذا عبد الله على غير سنة رسول الله، وعلى غير ما شرع الله على منهج سنة رسول الله، فيكون قد أشرك مع رسول الله غيره في رسالته، ولذلك فهنا توحيدان إذا صح التعبير، توحيد الله في عبادته وتوحيد الرسول في اتباعه:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}[آل عمران: ٣١]، اتبعوني أنا فقط، ولذلك فلا يجوز للمسلم أن يتخذ له متبوعاً غير رسول الله، كما لا يجوز له بداهة، أن يتخذ له معبوداً غير الله.
لذلك هناك حكمة بالغة في الجمع بين الشهادتين كركن أول من الأركان الخمسة: أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ولذلك جاء في الحديث المتفق عليه والمعلوم لديكم جميعاً قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم عند الله تبارك وتعالى»، حق هذه الشهادة هو العمل بها على مقتضى ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، إذا كانت هذه حقيقة لا يمكن أن يماري وأن يجادل فيها مسلم، هذه حقيقة تتلخص أعيد الكلام ليرسخ في الأذهان، هي أن نعبد الله وحده لا شريك له، وأن نتبع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لا نتبع معه غيره، هنا قد يرد سؤال: فما هو موقف المسلم بالنسبة لعلماء المسلمين وبخاصة من كان منهم مشهوراً بالعلم والصلاح والتقوى وهم لا أقول الأئمة الأربعة، فإن فضل الله تبارك وتعالى أن من على المسلمين على مر الزمان والقرون، بمئات بل وبألوف علماء المسلمين، فما موقف المسلم في هذا الزمان الذي يدعو الناس إلى أن يوحدوا رسول الله في اتباعه، ما موقف هذا المسلم