إماماً صلاة العشاء، هي له نافلة؛ لأن الفريضة كان قد أداها خلف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهي له نافلة، لم يكن هناك أذان موحد، وإن كان قد يقال هنا: أن الوسيلة لم تكن متيسرة كما هو متيسر اليوم بإذاعة الأذان من مكان واحد إلى سائر أقطار الدنيا، كما تفعل الإذاعات العالمية اليوم، لكننا نقول: لا مانع من إذاعة الأذان بأوسع دائرة ممكنة بمثل هذه الوسائل التي خلقها الله عز وجل، ويسرها الله لعباده، ولكن في حدود التزام السنة، إذا كان من السنة لكل مسجد أذان وإقامة فلا يجوز توحيد الأذان في البلد الواحد وفي مساجد كثيرة، لاسيما أن بلدنا هذا يختلف عن كثير من البلاد الأخرى، حيث فيه الهضاب وفيه الجبال وفيه الوديان، وربما يكون
هناك بعض السهول، فالأوقات الشرعية للصلوات الخمس تختلف من الجبل إلى الهضبة إلى السهل إلى الوادي، فلا يجوز توحيد الأذان والحالة هذه، ولذلك تقع هنا مشاكل ومخالفة للشرع والأحكام الشرعية مخالفة جذرية، فناس مثلاً يفطرون قبل غروب الشمس بالأذان الموحد، وناس يتأخرون عن الإفطار في رمضان إلى ما بعد عشر دقائق ينتظرون الأذان الموحد، وناس يصلون الفجر قبل الوقت؛ لأن الأذان الموحد يؤذن بالنسبة لجبل ما، بينما الفجر لم يطلع بعد بالنسبة لهضاب أوسهول أووديان وهكذا، فهذا كله جاء من توحيد الأذانات هذه إذا صح التعبير، هذا بلا شك بدعة، لم يكن ولا يكون حتى هذه الساعة في أي بلد إسلامي إلا في هذا البلد، ما ندري ما الذي بَدا للذين ابتدءوا هذه البدعة في هذا البلد، وما الذي زين لهم هذه البدعة، وأملي ورجائي أن المسئولين الذين يهتمون بأحكام الدين وإعادتها إلى السنة دون خروج عنها ومشاكسة لها أن يلغوا هذا الأذان وأن يكلفوا المؤذنين أن يؤذن كل مؤذن في مسجده مراقباً الأوقات الشرعية حسب النظام الإسلامي.
هذا المثال أردت أن أقف عنده، لنفتح المجال لبعض إخواننا لنسمع منهم ما يفيدنا إن شاء الله، كمثال كيف أن الإسلام اليوم أصبح في غربة، والأمثلة ليس