للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ومن آيات كتاب الله -تبارك وتعالى-؛ لذلك أقول: عضوا على هذه الكلمات النفيسة بالنواجذ، واستمسكوا بها، واعتقدوا جازمين بأن ما يقال لكم في مثل هذه المناسبات أو بهذه الكلمات هو الخير -إن شاء الله- إذا تمسكتم به أفدتم الكثير الكثير وتجنبتم العثرات التي يوقع الكثيرون من المسلمين الجهلة أو الأغمار من الناس الذين لا يفيدون من العلم إلا ما يسمعون من قعقعة أو جعجعة أو كما يقول المثل: أسمع جعجعة ولا أرى طحناً، هذه واحدة.

أما الثانية فتعقيباً على كلام شيخنا -جزاه الله خيراً- وهو يوصي الوصية الأخيرة حيث يقول: أوصيهم بأن يجعلوا جهادهم أو قتالهم جهاداً في سبيل الله، ونسأل الله أن يحقق لهم النصر السريع، ثم عقب على ذلك قائلاً: وأن يبدوا الشكر وإن كان هذا واجباً في أصله وهو أن يقيموا حكم الله، أقول بأن الواجب عليهم الآن بأن يتداعوا مسرعين إلى إقامة حكم الله -تبارك وتعالى- في هذه البلاد، وأن يعلموا بأن من أسباب النصر التي يعجل الله لهم بها، ولا شك في هذا، هي من أهمها بل لا سبب سواها: إقامة حكم الله -تبارك وتعالى-؛ لقوله: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: ٧]، وكثير من المسلمين يتعللون بأننا -إن شاء الله- وهذه وعود معسولة نسمعها من الكثيرين ممن ابتلوا بالإمارة في حياة المسلمين وبخاصة في هذا الزمان، ربما تسمع منهم أحياناً فلتات لسان يقولون بأننا إذا حقق النصر أو أجلينا الأعداء عن أرضنا أو تمكنا من طرد خصومنا أو نحو ذلك من العبارات سوف نقيم حكم الله ونطبق الشريعة، الحقيقة بأن الشريعة لا تحتاج إلى هذا الانتظار الطويل والتريث في تطبيقها بل الواجب على من مكنه الله من الحكم وأن يكون مسؤولاً وراعياً للأمة في أي جزء من أجزاء بلاد المسلمين أن يبادر إلى تطبيق شريعة الله وإقامة حكمه في الأرض وإلا فهو متقلد إثماً

<<  <  ج: ص:  >  >>