إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: ٩]، ولا شك عندنا مطلقاً في أن الحاكم المسيطر على العراق بغى على الحاكم المسيطر على الكويت، وحينئذٍ لو كان هناك من يحكم الشريعة الإسلامية في كل مصيبة أو نازلة أو كان بإمكانه ولو كان عادة يطبق الأحكام الشرعية مائة بالمائة وهذا مع الأسف عزيز لا وجود له اليوم، لكني أقول: حتى لو وجد مثل هذا الحكم فإنه مع الأسف الشديد لا يوجد مستطيع لتطبيق الآية السابقة: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩]، ذلك لأنكم تعلمون جميعاً إن شاء الله بأن الدول العربية قبل نزول هذه البلية قد عقدوا اجتماعات كثيرة، ومؤتمرات عديدة، كان جماهير المسلمين وشعوبهم لا يعرفون شيئاً من الخلافات التي تدور في تلك المؤتمرات أو كما يقولون اليوم: ما يجري وراء الكواليس، جمهور الناس لا يعلمون شيئاً من ذلك، لكنهم كانوا يلاحظون أن هناك خلافات وخلافات كثيرة أو شديدة، ولذلك تنعقد تلك المؤتمرات وتلك الاجتماعات، ومعنى ذلك أنها لم تفد هذه الدول اجتماعاتهم ومؤتمراتهم شيئاً، فكان من نتيجة ذلك أي: من عدم وجود حاكم يحكم بما أنزل الله على الأقل في هذه المسألة، أو يحكم بما أنزل الله في هذه المسألة لكنه لا يستطيع تنفيذها؛ لأن تنفيذها يحتاج إلى قوة أقوى من قوة الباغي، لأن الله عز وجل يقول كما سمعتم:{فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩].
ونحن نعلم بحكم الواقع وهذا مما يفرحنا من جهة ويحزننا من جهة أخرى