للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البدع، ثم تصفية الأحاديث وما أداركم وهذا سبق الإشارة إليه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولا سيما وأنه قد فتح على المسلمين باب واسع جداً برأي لا أقول بقاعدة .. برأي قاله بعض العلماء كان نتيجة هذا الرأي: الإبقاء والمحافظة على الأحاديث الضعيفة، ليت كانت المحافظة وهي معروفة ضعفها بل إبقاؤها على ما هي عليه دون أن يعرف جماهير المسلمين ضعفها، تلك القاعدة حملت العالم الإسلامي كله على إبقاء الأحاديث الضعيفة كما هي باسم الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال، هذا كنتيجة عملية، وأنا بفضل الله عز وجل مع بعض إخواننا من أعرف الناس بهذه الحقيقة أي: إن العالم الإسلامي اليوم يعيش في خضم بحر واسع جداً من الأحاديث الضعيفة يعملون بها وقد أيدوهم بتلك القاعدة: الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال.

أنا أضرب لكم مثلاً لأني وقفت عليه قريباً جداً ومن عالم من كبار علماء الحديث ولكنه يبدو لي أنه قال ذلك قبل أن يحرر القول في هذه القاعدة المذكورة: يعمل في الحديث الضعيف في فضائل الأعمال، مر بي في بعض الرسائل حديث واسمعوا وتعجبوا .. اسمعوا وتعجبوا من ناحيتين اثنتين:

الناحية الأولى: كيف أن هذا الحديث ألفت فيه رسالتان، ثم العالم الذي أشرت إليه آنفاً سلك هذا الحديث باسم: أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال، ما هو الحديث الضعيف؟ «لا تسبوا البرغوث لا تسبوا البرغوث، فإنه أيقظ نبياً للصلاة» وفي رواية: «لصلاة الصبح أو الفجر» ألفت رسالتان في هذا الحديث:

إحداهما: مؤلفه معروف أنه مع الأسف جماع قماش غير فتاش، قماش جماع لا يفتش لا يحقق وإنما همه روى فلان عن فلان روى فلان عن فلان، ليس لنا

<<  <  ج: ص:  >  >>