الطبراني في المعجم الكبير جزء وصفحة ومسند الشاميين جزء وصفحة، وكذلك قلت أنا في الأول: لا يقويه، هذه الرواية، وذلك لأن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ، كما قال أبو حاتم، وارتضاه العلائي في مراسيله، وعليه فيحتمل أن يكون بينهما أبو عياش الذي في الطريق الأولى، التي هو ما وثقه أحد، فيرجع الحديث إلى تابعي واحد وطريق واحدة، وهي مجهولة كما تقدم، على أن قتادة ابن الفضل (ووقع جملة معترضة) ووقع في التهذيب والتقريب الفضيل خطأ، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم شيخ، وقال الحافظ مقبول، قلت: وقد عرفت اصطلاحه في هذا اللفظ، يعني: مقبول عند المتابعة، ولكني أرى أنه ينبغي أن يفسر قتادة هذا بمعناه اللغوي أي: مقبول مطلقاً، لأنه روى عنه جمع من الثقات، منهم أحمد بن سليمان أبو الحسين الرهاوي الحافظ الثقة، فهو مقبول الحديث، إذاً: إلا إذا ثبت وهمه والله أعلم.
ومن هذا التحقيق في هذين الإسنادين إلى معاذ يتبين خطأ الهيثمي أيضاً في قوله جزء كذا صفحة كذا رواه الطبراني بسندين أحدهما حسن، فإنه يعني هذا الإسناد الثاني، وكأنه خفي عليه الانقطاع الذين بين خالد بن معدان ومعاذ ولولا ذلك لكنت معه في تحسينه لما شرحت من حال قتادة ابن الفضل.
تنبيه على وهمين، الأول: ذكرت آنفاً الخطأ الذي وقع في التهذيب والتقريب في اسم الفضل والد قتادة هذا، فاغتر بهما المعلق على أوائل ابن أبي عاصم فخطأ الصواب الذي في رواية الطبراني مع أنه موافق لترجمة ابن الفضل في المراجع الأصول مثل «تاريخ البخاري» و «الجرح والتعديل»، و «ثقات ابن