للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآني، ألا وهو قوله عز وجل: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: ٩].

إذاً: انطلاقاً من هذا النص القرآني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كان يجب على الدول الإسلامية مجتمعة لو كانت حقيقة تريد أن تحكم بما أنزل الله على الأقل في خصوص هذه الآية الكريمة وهذه الفتنة التي ابتدأها النظام العراقي، كان الواجب إما محاولة الإصلاح ويقال: بأنه كانت هناك محاولات كثيرة من بعض الدول العربية لتحقيق الإصلاح هذا، يقال هذا وما ندري بطبيعة الحال ماذا كان يجري كما يقولون من وراء الكواليس، لكن الذي لا يمكن لأي إنسان إلا أن يعرفه أن الاعتداء وقع، فحينئذٍ إن كان قد قامت بعض الدول العربية بالواجب الأول المنصوص عليه في أول هذه الآية الكريمة: فأصلحوا بينهما، ثم لم يفد هذا الإصلاح كان عليهم أن يطبقوا الأمر الثاني ألا وهو قوله تعالى: {فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} فإن كانت هناك محاولات صحيحة وحقيقية للإصلاح فيقيناً لم يطبق الأمر الثاني في الآية، وإن لم يكن هناك محاولة الإصلاح فقد خولفت الآية جذرياً، خولفت في الأمر بالإصلاح وخولفت بالأمر بمقاتلة الفئة الباغية.

قلت آنفاً: ما ندري هل هناك كانت فعلاً محاولات للإصلاح أو لم يكن، وهذا ليس يهم الجماهير المسلمين وإنما يهمهم هذا الذي شوهد وصار أمراً مقطوعاً به، ألا وهو الاعتداء على الكويت، فكان الواجب إذاً على الدولة الإسلامية التي تعلن أنها تحكم بما أنزل الله من بين الدول الإسلامية الأخرى

<<  <  ج: ص:  >  >>