وهو قوله عليه الصلاة والسلام:«أول من تسعر بهم النار ثلاثة عالم ومجاهد وغني يؤتى بالعالم ويقال له أي فلان ماذا فعلت بما علمت فيقول يا ربي نشرته في سبيلك فيقول له كذبت إنما فعلت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل خذوا به إلى النار إلى آخر الحديث» فالقصد هذا العالم يعلم في جملة ما يعلم قول الله عز وجل {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ... }[البينة: ٥] فهذا من علمه لكنه ما أخلص في علمه لله عز وجل ولذلك كان من جملة أولئك الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة.
فلذلك نحن حينما نقول الأصل الإصلاح خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الاتجاهات والحزبيات ونحو ذلك حتى من كثير من الجماعات الإسلامية لا سبيل إلى تحقيق الإصلاح إلا بالعلم الصحيح والعمل النافع، العلم الصحيح هو القائم على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، والعمل هو العمل بما علم، وقد جاء في بعض الأحاديث التي لا تصح من حيث إسنادها وإنما معناها صحيح من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم هذا حديث معروف روايته لكنه ضعيف إسناده ومقبول معناه كما ترون.
لهذا ما يحتاج الموضوع التربية إلى كثير من الإسهام والبيان وإنما مثل تلك الآية تكفي في هذا الموضوع للفت نظر القائمين اليوم على تحقيق ما باستطاعتهم مما نكني عنه بالتصفية فعليهم أن يعملوا بعلمهم ومن أهم الأشياء التي ينبغي أن يعملوا به أو بها هوأن يخلصوا في عملهم لله عز وجل والإخلاص في عملهم لله يتطلب منهم أن يكونوا إخوة متحابين في الله وألا يتباغضوا وألا يتعادوا لأتفه الأسباب ولأبسط المخالفات التي قد تقع بينهم، لقد كان السلف الصالح لم يكونوا على رأي واحد في كثير من المسائل وبعضها تتعلق بصحة