للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقولون إنه لابد من الاستئذان حينئذٍ يستنكر هو: لماذا تعطيل هذه الفريضة العظيمة التي بها يعد ربنا عز وجل الإسلام وأهله بمثل هذا القيد، ويحاول بهذه المناسبة أن يصرف دلالة الحديث المعروف الذي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وقال: يا رسول الله! جئت إليك لأجاهد معك وقد تركت أبوي يبكيان. فقال عليه السلام: «ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما» يقول: هنا ما فيه الأمر بالاستئذان، هكذا يقول، لأنه أخذ لفظية، هذه أمثلة أو قليل من الأمثلة التي إذا جهلها الإنسان يقع في مثل ذاك الفهم الواسع جداً الذي لا يستطيع أطوع الناس لله ولرسوله أن ينطلق بحيث أنه يقدم للناس أي علم ولو كان في منتهى الكمال.

أنا أقول: لو أن كل إنسان مسلم يقوم بأداء ما يجب عليه من العلم لكان المسلمون في غير هذه الحالة التي يعيشونها، ولكننا إذا وسعنا هذه الدائرة أنه يجب على كل مسلم أن يقدم إلى المسلمين أي معلومة أقول الآن، لأنه العلم قد يكون له دلالة واسعة جداً، أي معلوم يعلمه ينفع الناس فيه ولو في الطعام والشراب ونحو ذلك، فمعنى هذا أننا أوقعنا أنفسنا في معصية الله عز وجل دون أن نكون ملزمين بمثل هذا التحريج على أنفسنا، هذا في الواقع من شؤم الاتكال على الدراسة التي لا تتقيد بمنهج علمي تظافرت عليه جهود العلماء منذ أن بعث الله محمداً - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

هذا جواب ما سألت مما يحضرني.

(الهدى والنور/٤٧١/ ٤٥: ٠٠: ٠٠)

(الهدى والنور/٤٧١/ ١١: ٠٨: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>