{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١] تنزيه أنه أي شيء يخطر في بالك من صفات الله عز وجل يختلط عليك الأمر لويكون مثل صفاتنا، بتقول رأساً ليس كمثله شيء، لكن هل هوعبارة عن معنى قائم في الذهن لا حقيقة له ولا وجود له؟ ! حاشاه، يعني: نحن الآن نستطيع أن نتصور العنقاء، العنقاء اسم عربي قديم خيالي، طير كبير يتحدث عنه السندباد البحري، في قصة ألف وليلة وأمثالها، إنه عبارة عن طير كبير يعني: البيض اللي بيطلعوا مثل القبة، وبيحكي القصة فيها يعني: فيها طرافة وكلها خيال في خيال.
العنقاء: اسم بدون جسم، اسم في الذهن معنى قائم الذهن، لكن في خارج الذهن يعني: في الواقع لا حقيقة له.
فربنا عز وجل الذي له كل صفات الكمال، ومنزه عن كل صفات النقصان، هل هو هكذا معنى قائم في نفوسنا وليس له حقيقة قائمة خارج هذا الكون، خارج هذا العقل؟ ! الله أكبر من ذلك، بل هو خلق السموات والأرض، فهوله كل صفات الكمال، فهو ذات موجودة حقيقةً، ولها كل صفات الكمال، إذ الأمر كذلك، فما هي صفاته عز وجل؟ ليس لنا مجال في العقل أن نصفه من عندنا، بل قد كفانا مؤنة تجريد عقولنا بأن وصف نفسه لنا في الكتاب وفي السنة.
من جملة هذه الصفات:{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة: ٢٣] أن المؤمنين كما قال أحد فقهاء الشعراء نستطيع أن نقول:
يراه المؤمنون بغير كيف ... وتشبيه وضربٍ من مثال
نعم، فرؤية الله ثابتة في الآخرة أنكرها المعتزلة، أنكرها الخوارج لعدم وجود نصوص الكتاب والسنة، لا النصوص موجودة، ولكنهم حَرَّفوها وعَطَّلوا معانيها، فإذاً: ما استفادوا شيئاً من إيمانهم بهذه النصوص مع إنكارهم حقائق