للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واجهناها في أفغانستان التي كان لنا أمل كبير أن يعود الحكم بالإسلام في تلك البلاد، لأنهم كانوا يعلنونها أيضاً كلمة للجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى، ولكنهم لا بد أنكم سمعتم كما سمعنا، بأن تلك الحرارة وتلك القوة التي مكنتهم من الصمود أمام الكفار، ومن أكبر الدول القائمة اليوم على وجه الأرض، سلاحاً مادياً صمدوا أمامها بل وأخرجوها من ديار المسلمين، ثم أخيراً وقفوا عند بعض البلاد والظاهر والله اعلم، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، أن تفرقهم شيعا وأحزابا، هوا الذي انتكس بهم، وخسرهم جهود عشر سنوات، حيث وقفوا أمام عاصمتين أو بلدتين كبيرتين هي، (كابل، وجلال أباد)، مثلاً، وقد قيل من رأى العبرة بغيره فليعتبر فانا أُذَكِّركم والذكرى تنفع المؤمنين، أن تكونوا كلمة واحدة، وأن لا تفسحوا المجال لتفريق المسلمين، إلى جماعات وأحزاب، فإننا نقرأ معكم جميعاً قول رب العالمين عز وجل {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣١ - ٣٢]، وقصة غزوة حنين عبره لمن لا يعتبر، ولذلك، أذكركم بهذا أولاً، وثانياً أن يكون هم المسؤول هذا الذي تقولون أنكم بايعتموه، أنا ما أدري عنه شيئاً، وأرجو أن يكون عند حسن الظن معرفةً بالكتاب والسنة وتطبيقاً للكتاب والسنة، أعني تطبيق ذلك على الشعب الذي انطوى تحت لوائه، هما قضيتان اثنتان أوجزهما بوجوب الاعتبار ... أولاً، وعدم التفرق، وثانياً الاهتمام بتطبيق أحكام الإسلام على الأفراد لأن ذلك هوا الخطوة الأولى ليتمكن هؤلاء الأفراد من إقامة المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>