للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: طيب! ما هو منهج التربية عند السلف؟

الشيخ: يحتاج إلى العلم بالإسلام، ومعاناة المعلمين بهذا الإسلام أن يقرنوا علمهم بالعمل، وضربت لك مثلاً آنفاً بقوله عليه الصلاة والسلام: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع».

ومن الثابت عن الصحابة أنهم كانوا لا يتعلمون عشراً من القرآن فينتقلون إلى غيره إلا بعد أن يفهموه ويطبقوه عملياً، وإلا كان العلم وبالاً على صاحبه إذا لم يقترن العلم بالعمل، والآية المعروفة في قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف ٢ - ٣] نقول هذا مع التنبيه أن الإسلام في أحكام بعضها يجب التزامها فعلاً أو تركاً .. فرضاً أو نهياً، وهناك أحكام دون ذلك في العبادات السنن وما دونها .. في المنهيات المكروهات فما دونها.

فالمهم أن المسلم يجب أن يتعلم الإسلام حتى يفرق بين ما هو فرض عين فلا يجوز أن يتركه، وبين ما هو فرض كفاية فله الاختيار في ذلك إن شاء فعل وله الأجر وإن شاء ترك وليس عليه الإثم، كذلك ما دون الفرائض من السنن المؤكدات والسنن المستحبات والمندوبات، وهكذا السلبيات: كالمحرمات فيجب أن يعلم ما هو حرام فيجتنبه وما هو مكروه فيحاول اجتنابه ولا بأس عليه إذا واقعه؛ لأنه ليس من باب المحرمات، وكما قال عليه السلام مشيراً إلى نحو هذا المعنى: «إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير

<<  <  ج: ص:  >  >>