-عز وجل- مخلوق، المعتزلة هكذا يقولون، الخوارج هكذا يقولون، الإباضية المعروفون اليوم -في هذا الزمان- هكذا يزعمون، مع ذلك فهم يقبلون حديث المعتزلي، هذا القبول على ماذا يدل، على أن هذا المعتزلي وإن كان يعتقد أن كلام الله مخلوق لم يخرج بهذه العقيدة الباطلة عن الملة الإسلامية ليه؟ لأنه أول شرط في الحديث الصحيح: أن يكون راويه مسلماً، فإذا كان غير مسلم سقط حديثه ولا يعتبر بروايته إطلاقاً، فإذاً حينما نرى أئمة الحديث يحتجون بأحاديث هؤلاء الطوائف الخارجة عن الفرقة الناجية، معنى ذلك أنهم لا يكفرونهم، لكنهم يضللونهم؛ لماذا لا يكفرونهم هنا الشاهد من كلامي واستشهادي؛ لأنهم يعلمون أنهم قصدوا الحق وأخطؤوه، ما قصدوا محاربة العقيدة الصحيحة، وإلا من علموا ذلك منهم نبذوه نبذ النواة ولم يقيموا له وزناً. هدول المعتزلة والخوارج هكذا كان موقف أهل السنة بالنسبة إليهم، الماتريدية والأشاعرة هو خير من هؤلاء بكثير، ولذلك فليس من منهج أهل السنة والجماعة تكفير هؤلاء، وإنما نكتفي بأنهم على ضلال وعلى انحراف، وأما إذا بدر منهم شيء من الإنكار الذي يساوي من وصف الله -عز وجل- بمثل قوله:{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ}[النمل: ١٤] فهؤلاء هم الكفار. أظن أتيت على الإجابة عن سؤالك -إن شاء الله- ..