بين قولي: ليسوا من الخوارج ولكن ليسوا على صواب، أو قولي: هم خوارج وهم بطبيعة الحال ليسوا على صواب، ما الفرق؟
الفرق: أن الخوارج لهم دلالة خاصة في الأحاديث، مثلًا قال فيها: سيماهم ... طيب! هذه السمة لم تتحقق في هؤلاء الذين قد نقول عنهم: إنهم خوارج في العهد الحاضر، فهل كونهم لم تتحقق فيهم هذه السمة خرجوا عن كونهم خوارج؟ نقول: لا؛ لأن هذه السمة من السمات، وحينئذٍ فنحن نترك هذا اللفظ الذي يحتمل أخذًا وردًا، ونقول: هؤلاء الذين يكفرون اليوم حكام المسلمين بالجملة، بالتعبير الشامي: بالكوم! هي بضاعة ليست بضاعة، يجب أن نضع أمام أعيننا دائمًا خطورة تكفير المسلم ليس فقط تكفير جماهير المسلمين أو جماعة من المسلمين، فرد من أفراد المسلمين هذا خطر، كما تعلمون من الأحاديث المعروفة فيمن كفر مسلمًا فقد باء به أحدهما.
فأنا أعتقد أن هؤلاء الذين يعلنون تكفير حكام المسلمين على تفصيل بين بعض وبعض آخر، ولست الآن في هذا الصدد، إنهم من هذه الحيثية هم كالخوارج الأولين الذين كانوا يكفرون المسلم لمجرد ارتكابه كبيرة من الكبائر، فهؤلاء المعاصرين اليوم ... يمكن أن يطلق عليهم لفظة الخوارج أو لا، للسبب الذي ذكرته آنفًا؛ لأن هؤلاء اشتهروا ليس بتكفير عامة المسلمين كما هو مذهب الخوارج والإباضية منهم اليوم والموجودين في عمان ..