للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذًا: الغلو في الدين هو ظاهرة هؤلاء الناس اليوم فيجب ألا نغتر بهم، وأن نعرف أحكام الله، وشريعة الله بتفاصيلها، هذا من جهة.

من جهة أخرى: هب أن هؤلاء الحكام كلهم هم كفار كما يقولون، فما وراء ذلك؟ وراء ذلك الخروج عليهم، هذا هو الفرق، إذا كان المقصود الخروج عليهم فهل أنتم استعددتم لمثل هذا الخروج الذي يستلزم أمرين اثنين:

الأمر الأول: الفهم الصحيح للإسلام في عقيدته .. في أحكامه.

الشيء الثاني: ... هذه النصوص على هذا الإسلام المصفى حتى يصبحوا كتلة واحدة إذا ما قاموا بمحاربة الكافر ... أن يتغلبوا عليه بإيمانهم واستعدادهم، ليس هناك إلا عواطف جامحة شهد الواقع في العصر الحاضر في حوادث عديدة في مصر .. في الحرم المكي .. في سوريا أخيرًا والجزائر، كل هذه الحوادث تدلنا على أن الناس يستعجلون على أمر كان لهم فيه أناة.

الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - عاش كما تعلمون في مكة، يضطهد من الكفار ويضرب ويهان، وضعفاء المسلمين أيضًا يطردون ويسحبون إلى آخره، ما ثاروا مثل هذه الثورة قبل أن يستعدوا بإيمانهم، ثم بسلاحهم كما وقع ذلك فيما بعد حينما هاجر الرسول عليه السلام إلى المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>