يمكن أحد أن يشك فيه، لكن أولئك لما وجدوه يصدم اتجاههم الخارج عن الإسلام قالوا: هذا لا يصح، وعلى ذلك قوله تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩] حكم على الطائفة الباغية بما حكم على الطائفة المبغي عليها، طائفتان مؤمنتان مع أنه الحديث شو قال:«وقتاله كفر»، إذاً صدق ابن عباس حينما قال: كفر دون كفر.
هؤلاء جهلة ويكفيك أن تعلم أنهم أغرار، أغرار، يعني شباب ما فيهم رجل بلغ من السن الستين والسبعين وهو يدرس العلم، وليس المقصود أنه بلغ من السن السن الكبير وهو جاهل، لا، ما بلغ سناً في دراسة العلم، حتى يعرف الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد، ثم يعرف آثار الصحابة ما يصح منها وما لا يصح. ختاماً أقول: هؤلاء الناس خرجوا عن نصوص من الآيات الكريمة منها، وبهذا النص أختم هذه الجلسة -إن شاء الله- فإن الساعة الآن الحادية عشر، قال تعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: ١١٥]، هؤلاء اتبعوا غير سبيل المؤمنين؛ لأنه لم يكن ما أظن واحد، هؤلاء اتبعوا غير سبيل المؤمنين؛ لأنه مضى للمسلمين أربعة عشر قرناً وجد فيهم الخوارج والمعتزلة والمرجئة ومع ذلك فالمسلمون حتى الأوائل؛ علي بن أبي طالب وغيره، قال عن الخوارج: أكفار هم؟ قال: لا، هم من الكفر فروا، شايف؟