للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو أسهل شيء في الصوفية لكن مع الزمن تطور التصوف حتى وصل إلى الكفر الذي دونه كفر اليهود والنصارى جميعاً، حيث وصلوا إلى القول بوحدة الوجود وذلك يعني أن ليس هناك خالق ومخلوق وإنما هو شيء واحد يعني كما يقول الدهريون والطبيعيون والملاحدة جميعاً كالشيوعية وأذنابها أنه ليس هناك إلا الطبيعة.

وهذا الذي وصلوا إليه من القول بوحدة الوجود في الحقيقة أخطر من الإلحاد المكشوف، ذلك بأن القائلين بوحدة الوجود يستدلون عليها ببعض النصوص من الكتاب والسنة وذلك بطبيعة الحال بطريقة التلاعب بالنصوص وتجريدها بل تحريفها مثلاً قوله تعالى {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: ١٧] فيستدلون بمثل هذه الآية أن الرامي هو الله طيب ومحمد رسول الله يقولون محمد مظهر من مظاهر الربوبية، الشاهد فلا ينبغي للمسلم أن يتورط بشيء يسمى بالتصوف لأن أيسره وأهونه ضلال وأسوؤه كفر وجحد بكل الشرائع السماوية، هذا ما تيسر من جوابنا على السؤال السابق المتعلق بالصوفية، علماً بأنه تفرق، ترتب، من وراء ذلك الطرق المعروفة بكثرتها وبتباين أساليبها وتقاليدها وعباداتها وكل ذلك ليس من الإسلام في شيء، نعم.

(الهدى والنور / ١٦/ ٥.: ٣٨: .. )

<<  <  ج: ص:  >  >>