بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: ١٢]، نص في القرآن الكريم ((أحاط بكل شيء علماً لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، لا تقول: (الله) الذي هو عبارة عن الذات الإلهية المتصفة بكل صفات الكمال، والمنزهة عن كل صفات النقصان، لا تقل: الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود، لكن تقول: أحاط بكل شيء علما.
فهذا البحث إذاً كان في سبيل إصلاح الألفاظ. فإذاً وضح ما قصدت إليه، من أن من مقاصد الشارع تهذيب الألفاظ أيضاً، فبدل من أن نقول: الله موجود في كل الوجود، الله موجود في كل مكان، ونحن نقصد علمه، نقول: أحاط بكل شيء علما؛ لأن العبارة الأولى:(الله موجود في كل الوجود) تتصل بعقيدة غلاة الصوفية الذين يقولون: لا هو إلا هو، فليس هناك خالق ومخلوق، وكما قال قائلهم:
لما عبد المجوس النار ... ما عبدوا إلا الواحد القهار
لأن النار والجنة، خالق، ومخلوق، كل هذه أشياء لا حقيقة لها، وباختصار قولهم: لا هو إلا هو، يقولون: كل ما تراه بعينك فهو الله!
فإذاً: لا ينبغي للمسلم أن يتكلم بالكلمة يضطر بعدها إلى أن يتأولها، قلها صريحة وليس بعد القرآن أفصح منه:{أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}[الطلاق: ١٢]، أما تتكلم الكلمة وتقول بعد ذلك: والله أنا أقصد كذا وكذا، قال عليه الصلاة