لكن إذا أردنا أن نتحدث عن الله عز وجل، عن الذات الإلهية، فماذا نقول؟
لقد جاء عن أحد السلف الأئمة وهو بالذات عبد الله بن المبارك من كبار شيوخ إمام السنة الإمام أحمد رحمه الله، جاء بعبارة جمعت فأوعت، قال: الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته، وهو بائن من خلقه، وهو معهم بعلمه.
جاء في الجملة الأخيرة:(وهو معهم بعلمه) البحث السابق: (أحاط بكل شيء علما) لكن الآن في مبتدأ الكلام يتحدث عن الذات الإلهية، فيقول: الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته. أخذ هذا من آيات كثيرة وكثيرة جداً في القرآن الكريم .. {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: ٥] .. {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[فاطر: ١٠].
وفي الحديث المشهور:«ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء». وهذا الحديث كأنه اقتباس من قوله تبارك وتعالى:{أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}[الملك: ١٦ - ١٧].
الإمام عبد الله بن المبارك شيخ الإمام أحمد يعبر عن هذه الآيات وغيرها مما جمعه حافظ دمشق الحافظ الذهبي في رسالة خاصة وهي مطبوعة سماها:«العلو للعلي الغفار» جمع في هذه الرسالة الآيات التي تدندن على هذه الصفة للذات الإلهية، وهي صفة العلو المطلق، الآيات والأحاديث وأقوال