للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمفسرين، فهنا أنتم بتفسروا {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} فى حالة واحدة، من هو المفسر لهذه الجملة لهذه الآية الكريمة بمثل هذا التفسير؟ لا أحد قاطبة، إذا أخذنا تفسير ابن جرير وهو إمام المفسرين، وتفسير ابن كثير وهو الذى جمع الكثير من تفسير ابن جرير، كلهم بدون أي استثناء يجمعون على أن هذه الآية يمكن تفسيرها بتفسيرين لا ثالث لهما، التفسير الأول: الذين يذكرون الله قياما حالة كونهم قائمين، وقعودا حالة كونهم قاعدين وجنوبا حالة كونهم مضجعين، القول الثانى: وهذا القول سيظهر الفرق بينه وبين الآخر، هذا القول يشمل الأحوال كلها مش بس فى الصلاة، فى أي حال، الآن أنت تقعد وتقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، أو تضع جنبك وتقرأ آية الكرسى، هذا هو تفسير الآية على القول الأول، القولين الثانى والأخير: الذين يذكرون الله قياما فى صلاتهم حين الإستطاعة، وقعودا حين العجز عن القيام، وعلى جنوبهم حين العجز عن القيام والقعود، وهذا جاء صريحا فى صحيح البخارى «عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - عَنْ الصَّلاةِ، فَقَالَ: صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» هذا الحديث يؤيد القول الثانى أو تفسير الآية بالقول الثانى، أي فى الصلاة، أي يذكرون الله قائمين فى الصلاة، لأن القيام ركن من أركان الصلاة كما قال تعالى: {وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ}، لا والله ما تستطيع إلا قاعدا فقاعدا، فإن لم تستطيع إلا على جنب فعلى جنب.

<<  <  ج: ص:  >  >>