للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند المسلمين مما يسمى بالسند لمعرفة التاريخ الإسلامي الأول هذا شيء تفردت به الأمة الإسلامية دون الأمم الأخرى.

وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: بأن الأمة الإسلامية تميزت على أمتي اليهود والنصارى بكونها على الهدى وعلى التوحيد؛ كذلك تميزت أمة الحديث من الإسلاميين على بقية الفرق الأخرى في نهجها هذا المنهج العلمي القائم على السند وما يلوذ به ويتعلق به من معرفة علم المصطلح في الحديث وعلم الجرح والتعديل فأهل الحديث تفردوا من بين الفرق الإسلامية كلها كما تفردت الأمة الإسلامية بالهدى والتوحيد من بين الأمم المعتقدة بالأديان كاليهود والنصارى وغيرهم فهذا كهذا.

لذلك أعود لأقول: إذا كان مثل هذا السائل أو الناقل يعتقد بصحة هذا المنهج فنحن نقول لهم حينذاك: بأن هذا التسليم الذي يدندنون حوله ويقولون: بأنه لا ينبغي لأهل السنة أن ينكروا على الشيعة اعتمادهم على كتبهم وعلى روايات كتبهم نقول: إن كانت كتبهم قائمة على هذا المنهج الصحيح من أسانيد متصلة وروايات ينبغي معرفتها من صحتها من ضعفها حينئذ نقول: الفصل بين أهل السنة وبين الشيعة إنما هو الرجوع إلى الأسانيد، فهل الشيعة عندهم أسانيد كما عند المسلمين، الجواب: لا.

<<  <  ج: ص:  >  >>