ولكن ما دام أن بيننا وبين النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أربعة عشر قرناً، وهناك الفرق الكثيرة التي أشار إليها الرسول عليه السلام في الحديث السابق، فيجب على المسلم فوق اعترافه أو تعرفه على السنة، أن يتعرف على ما كان عليه الصحابة، ولذلك قال عليه السلام:«هي التي على ما أنا عليه وأصحابي» ذلك لأن أصحاب الرسول عليه السلام تلقوا البيان منه - صلى الله عليه وآله وسلم - للشريعة، من فمه غضاً طرياً، أما نحن فبيننا وبينه عليه السلام وسائط كثيرة، وهذه الوسائط من أجل تمييز ما يجوز التمسك بها مما لا يجوز، أو ما يجوز الاحتجاج بها مما لا يجوز، وجد علم اسمه علم الحديث، واسمه علم التجريح والتعديل، ولذلك فإذا ما أردنا أن نعرف ما كان عليه الرسول عليه السلام، فنحن نعرفه من طريق علماء الحديث الذين يصلوننا بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وما كان عليه أصحابه الكرام.
بعد هذه المقدمة الوجيزة نأتي إلى ذلك المثال الذي حدثنا به أخونا أبو أحمد جزاه الله خيراً، وهي حديث الجارية الثابت في كتب السنة الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سأل الجارية: أين الله؟ فقالت: في السماء.
فأنت تبعاً للشيخ عبد الله الهرري تنكرون هذا الذي أقره الرسول عليه السلام من القول من الجارية إن الله عز وجل في السماء، علماً أن ما قالته الجارية هو ما نص عليه ربنا عز وجل في القرآن الكريم في قوله في سورة تبارك: {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ