ولذلك أعجبني جداً كلمة من أحد أذكياء الأمراء ابن تيمية الله يرحمه ويجازيه عن الإسلام خيراً جاهد في سبيل الدفاع عن مذهب السلف جهاداً كبيراً، وكما تعلمون دائماً أهل البدعة يقوموا ضد أهل السنة، وبخاصة قديماً وفي زمن ابن تيمية كل المشايخ ضده، فشكوا إلى الأمير في دمشق وطلبوا منه أنه يجمعنا معه من أجل نقيم الحجة عليه أمامك، فدعاهم الأمير.
بدأ النقاش في بعض النقاط الاعتقادية منها: أنه ابن تيمية يقول: الله عز وجل له صفة العلوفوق المخلوقات كلها، وهم يقولوا: لا الله في كل مكان مثلما تسمعوا في هذا الزمان على أدنى مناسبة يقول لك: الله موجود في كل الوجود! ما معنى الله موجود في كل الوجود؟ من جملة الوجود المجاري والمراحيض والبارات والخانات، والحانات ووإلى آخره، الله موجود في كل الوجود.
الخلاصة: جرى النقاش بين ابن تيمية والمشايخ أقام الحجة ابن تيمية عليهم بمثل هذا الكلام الذي سمعتوه وأكثر منه، ماذا قال هذا الأمير الذكي العاقل ما هوعالم، لكن سمع المناقشة بين ابن تيمية وبين جمهور المشايخ فقال عن المشايخ:«هؤلاء قوم أضاعوا ربهم»، هذا كلام صحيح؛ لأنه يعني: لا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا يسار، ووإلى آخره، هؤلاء أقوام أضاعوا ربهم ليسوا عارفين بربهم الذي يعبدوه، لكن أنت لما تسجد تقول: سبحان ربي الأعلى، لست عارف هذا ربي الأعلى هو في كل مكان، ما معنى سبحان ربي الأعلى؟ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: ٥] أي: استعلى لذلك ضروري جداً جداً أن نتمسك بهذا المنهج الذي هوالعمل بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، ولذلك قال أهل العلم:
وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف