هذا في العهد المدني، أي: يوم علم الله عز وجل أن المسلمين قد تهيؤوا نفسياً ورُبُّوا أخلاقياً لينهضوا بقتال الأعداء يومئذٍ قال الله عز وجل لهم: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[الأنفال: ٦٠] واضح هذا الكلام؟
الآن هل العالم الإسلامي ككل كما يقولوا اليوم، ومنه العالم الفلسطيني قاموا بهذا الواجب؟ أنا أقول آسفاً: لا، فإذاً: لا مجال للنصر بالحجارة حتى ولو كنا استعددنا الاستعداد الأول وهو الاستعداد الروحي؛ لأنه ينقصنا حين ذاك الاستعداد المادي المذكور صراحةً في هذه الآية، فإذاً: أنا أقول للمسلمين الآن في كل العالم الإسلامي: في أمل كما قيل في بعض حكم العصر الحاضر: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم.
الدولة في الأرض لا تقام إلا إذا أقامها أفراد المسلمين في نفوسهم، ومثال بسيط جداً ولعل هذا يكون نهاية الجواب عن ذاك السؤال: إذا مسلم عنده بيت صغير هذا البيت الصغير لا يستطيع أن يقيمه على الإسلام ترى؟ ! هل يستطيع أن يقيم الدولة على وجه الأرض على الإسلام؟ طبعاً لا، إذاً: حينما يجمع المسلمون أمرهم ويقيمون دولة الإسلام في قلوبهم حينئذٍ معنى ذلك استطاعوا أن يقابلوا الأعداء ويجاهدوا في سبيل لله.
وهذا بحث يتفرع منه أشياء كثيرة وكثيرة جداً: اليوم مثلاً المسلمون مختلفون أشد الاختلاف، دعونا من أحزاب الشيوعية واللا دينية وإلى آخره، لنأخذ الأحزاب التي تجمعها الإسلام هل هم متفقون أم مختلفون؟ مختلفون مع الأسف هذا الاختلاف يكون سبب النصر فيما لو تهيأت لهم أسباب الجهاد في سبيل لله هل هذا الاختلاف يكون سبب النصر أو سبب الخذلان لا سمح الله؟ لذلك العملية كما يقولون عندنا في الشام: تريد هز أكتاف يعني: تريد عمل ..